الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خيرة خلقه أجمعين اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد....
بسم الله الرحمن الرحيم
"الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض و بما انفقوا"
صدق الله العظيم
هذا هو النص القرآني.
وهكذا يتلى.
وبه نرضى. والى الله نستجيب.
ولكن هل تعلم إن الله يضل به من يشاء ويهدى به من يشاء؟
تأمل في المعنى واقرأ النص وكرره.
أترى المعجزة ؟
إن الله يهدى بآياته المهتدين ويضل بها الضالين.
هذه الآية ثار بها الثائرون وبنوا عليها صرحا من البغض.
واتهموا النص بما ليس فيه من الشبهات حول ظلم الإسلام للمرأة.
فلم يقنعوا بأن هذا النص لا ينم عن فريضة دينية جديدة. ولا يعلن عن حق جديد يمنحه الإسلام للرجل.
لكنه يثبت حقيقة كونية ومسلمة فطرية طبيعية. فإنه مثلما نقول مثلا تشرق الشمس من المشرق نقول الرجال قوامون على النساء.
وما القوامة
إن القوامة هي المسؤولية الغريزية التي بثها الله خلقة في الرجل ومقصدها الشهامة.ولا تقتصر القوامة للرجال على النساء فقط. بل الرجل قوام على أولاده. والابن البار قوام على أبويه. والتلميذ المريد قوام على شيخه وعالمه في قضاء حوائجه.ولها العديد والعديد من الصور.
أما قوامة الرجل على المرأة فلم تفرض بنزول هذه الآية بل خلقت بخلق آدم كغريزة طبيعية فيه تجاه حواء. جبل الرجال على خدمة نساؤهم مثلما جبلوا على كل الغرائز الحميدة والذميمة كالخوف مثلا والطمع والرحمة والانتقام والغضب والغيرة والأنانية.
وللقوامة صور إنسانية عديدة فمثلا لو أن لك خادمة تعمل عندك باجر أو جارية كما قد كان في الماضي اشتريتها بمالك وكنتم مثلا على أهبة الصعود إلى مكان مرتفع هل المنطق أن تأخذ أنت بيدها؟ أم ستأخذ هي بيدك لأنها خادمتك أو جاريتك أو سكرتيرتك مثلا.
وإذا اخذ العطش منكم مأخذه ثم عثرتم على الماء هل ستشرب أنت أولا أم تسقيها هي أولا وإذا كان مورد الماء صعب المنال هل ستطلبه هي لك أم تطلبه أنت لها؟
وبلغة أكثر عصرية إذا كان فلانا وهو على أي ملة أو دين في مطعم ومعه امرأة أيا كانت من هي ووجب عليه أن يخدم نفسه أيتركها هي تخدمه أم يخدمها هو؟
إذا ركبا قطارا أيجعلها أمامه في كنفه وحمايته وتحت عينيه أم تجعله هو أمامها في حماها من أي أذى.
و قد تكون المرأة قوامة على طفلها ولكن ليس على زوجها.
فإن حدث العكس فإن ذلك خروج على القاعدة .
وأعيد التوضيح مرة أخرى لست أعنى القاعدة الدينية أو الإسلامية ولكن القاعدة الفطرية والسنة الكونية.
والخروج على القواعد هو من لب القواعد ولابد أن يكون لكل قاعدة شواذ.
بل قد يكون هذا الشذوذ عن القاعدة مستحسنا في كثير من أحيانه فقد يكون الرجل مريضا أو قد يكون سفيها من بعد عقل فتقوم عليه إمرته ويقوم لها الرجال إجلالا وعونا.
ولكن لماذا الرجال قوامون على النساء ؟
سؤال وجيه
فكلنا نحب أن نجد من يقوم بقضاء حوائجنا
ألا ترغب أن تكون صاحب عقارات تأتى ريعها كل حين وتعيش منه ويكون لك موظفين يعملون على إدارة أموالك وقضاء حوائجك؟
ألا تحب أن تكون قاضيا أو إماما أو معلما فتجد من يترك بابك لوجه الله ساعيا في خدمتك ويسأل عن متطلباتك من السوق مثلا؟
ألا تحب أن يكون لك مصنعا أو متجرا فتجد من موظفيه من تأمره أن يجدد لك رخصة القيادة أو يذهب بالسيارة للصيانة.
اعتقد إن كل منا يحب أن يجد من يقوم عليه وعلى خدمته وتلك هي القوامة.
ألا ترجو أن يقوم لك الناس في القطار فتجلس أنت وتستريح من عنائك.
هذا قد يحدث مع المرأة وبدون مقابل ولكنه لا يحدث مع الرجل لماذا؟
لماذا نسعى لقضاء حوائج النساء من غير شرف لديهن أو مكانة اجتماعية أو أجر مقابل؟
هذا هو السؤال ولو أكملت نص الآية لوجدت الإجابة جلية للمهتدين وسبحان الله خفية على من هم صم بكم عميان فأنى يرونها؟
"بما فضل الله بعضهم على بعض"
نعم ذلك فضل الله.
وتفسيري لهذا الجزء من الآية قد يكون جديدا وواجبا للنقد والتمحيص وانتظر فيه آراء من يقرأ هذا المقال بعد إن يسأل ويستقصى ويعلم.
لم يفضل الله أبدا الرجل على المرأة في هذه الآية بل واضح جدا جدا أنه فضل بعضهم على بعض أي للرجال فضل وللنساء فضل.
أما فضل الرجال فمنه الشهامة والهمة والعقل وضع خطا تحت كلمة العقل حتى يرد ذكرها سالفا في هذا الحديث
ومنه القوة والشجاعة والحزم.
أما فضل النساء فهو الجديد في هذا النطاق.
مبدئيا من لا يرى هذا الفضل أقول له يكفى بأن الرجال قوامون عليهن أصلا. لماذا تكون لها خادما معينا وهى ليست أمك أو أختك أو زوجتك؟
لو سألتك إحداهن أن تشترى لها تذكرة قطار فأنت توافق بكل شهامة وسرور.و إن كانت في كامل قوتها وشبابها وصحتها! ولو سألك هذا السؤال رجلا يكون لك تحفظا على الأمر وإن لبيته. هناك اعتراض داخلي . لماذا لا يقف مثلي في الصف. هذا طبعا بخلاف إن وجدته صاحب فضل عليك اقصد رجل دين أو شخصية مشهورة
أو صديق والدك أو مدرسك. أو (محافظ العاصمة).
تقبل على خدمة الرجال وتقوم عليهم لشرف أو لقرابة أو لفضل. وتقبل على خدمة النساء لشرف ولقرابة ولفضل لكن لا تراه عينك.
إن فضل أمك عليك أن حملتك في بطنها ونبت في أحشائها إنباتا لا ينتهي عند هذا الحد. اسمح لي أن أقول إن أمي حين ارضعتنى فقد أرضعت الإنسانية كلها بحنان نحو المرأة واحترام وفضل. إن هناك سر الهي وجميل قد طوق الله به كل البشر رجالا ونساء تجاه المرأة. انك تحترم شيئا ما في كل امرأة ألا وهو حنان أمك إنها الغريزة الأولى وفضل الحياة الموهوبة التي عشتها في رحم أمك أنت تبجل المرأة تبجيلا خاصا خصها الله به وطوقه في رقبتك رجل كنت أو امرأة.
إن مكانة الأم في اللاشعور أو العقل اللاواعى هي مكانة عظيمة قد لا يدركها العقل الواعي ولكن يدرك صورها في قوامته على أي امرأة أمامه.
نعم أنت شهم مع الرجال ولكن مع النساء تزداد الشهامة بلا ملل. وكذلك انتى قد تقفي لخدمة رجل ولكن للمرأة يزداد العطاء. شرف نالته من غير تعب ولكنه جميل لمن أنجبتك ترده إلى كل امرأة ولو كانت طفلة.
قال الله تعالى " حملته أمه وهنا على وهن" فهذا الوهن الذي يسترجى فينا الرحمة والرقة تجاه كل النساء.
أليس فضلا أن تلد النساء؟ هل يستطيع الرجال أن يلدون أبنائهم؟
أليس فضلا أن ترضع النساء الصغار؟ هل للرجال أن يرضعوا صغارهم؟
أليس نعمة من الله على المرأة أن ألهمها الصبر على تربية الصغار؟ هل تستطيع أن تتحمل صوت بكاء الطفل ليلا وتسهر معه وتقوم لإرضاعه من نومك كل ساعة؟
أليس فضلا زينة النساء وجمالهن؟ هل سمعت عن قوم ضلوا فأعلنوا عن مسابقة ملك جمال العالم أو عن نجم الإغراء العالمي. أو عن سوق نخاسة يؤجر الرجال؟
انتقل سريعا وقد أطلت عليكم الحديث إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ، فَقَالَ: "يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ" فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ" قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟" قُلْنَ: بَلَى. قَالَ: "فَذَلِكِ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا" متفق عليه( ).
والتأمل في هذا الحديث يحتاج إلى مساحة تضاهى هذه التدوينة لذا فسوف اذكره في تدوينة قريبة إن شاء الله تعالى . اللهم صلى على سيدنا محمد النبي الامى الطاهرالذكى وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
هناك 5 تعليقات:
السلام عليكم
بارك الله فيك وباذن اله سافرد لهذا الموضوع صفحة على القوارير
القوامة في رايي دي فضل من رب العالمين على النساء لازم يكون فيه راجل احتمي فيه ويشيل معايا ويكون مسئول عني
في الزمن دة ما ينفعش الست تواجه كدة وتقول هاقدر دة وهم كبيييييييير
الحمد لله على نعمة الاسلام
تحياتي
سيدنا موسى عليه السلام عندما دخل أرض مدين وجد أمرأتان يريدا أن يسقيا فسقالهما
جزاكم الله كل خير
بارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جازاكم الله خيرا
من كان همه الأخره جلبت له الدنيا بحذافيرها
بارك الله فيكم
حقيقى بسم الله ما شاء الله
انا كنت كاتبه موضوع فى القوامه بس ضاع مني للاسف بس حضرتك افضت فى الكلام والشرح عني بكتير ما شاء الله
وكان عصب البحث بتاعي هو ان القوامه مسؤليه فى المقام الاول
لكن طبيعى جدا انك عشان تكون مسؤل تكون كمان ذو سلطه والا فيما المسؤليه او كيف .
وعليه فان لك على زوجتك سلطةانها تطيعك .
لكن كمان انت كمسؤل مش لازم ابدا تستغل او تستعمل السلطه دى غلط.
بمعنى ان منعت الزوجه من الخروج مثلا ان هى عصت تؤثم .
لكن تعنتك ده فى استعمال السلطه كمان انت تؤثم عليه .
وكذلك مثلا منع الزوجه عن اهلها او غير ذلك من اي شي فيه قسوه وفرض .
ويكفى ان الرسول قال رفقا بالقوارير
وانه قال استوصوا بالنساء خيرا
عشان نفهم كويس ايه المقصود بالقوامه .
الى عجبنى فعلا واستمخيت منه جدا تفسرك لاية التفضيل لان انا فهمتها كده برضه
وكان من ضمن شعاراتي .
هو مين قال ان انا عايزه اتساوى مع الراجل ليه هو انا اصلا اقل منه ؟؟؟
مين قال البنت زي الولد ؟؟؟
هما مش زي بعض ومش اد بعض ومش حد فيهم احسن من التاني
ولو حد بقى هايكون احسن اكيد يكون مش الراجل الى لو عمل واجباته يادوب يقدر يحصل الزوجه فى اهميتها فى المجتمع
بس ده لو عمل واجباته .
وان شاء الله عندي بوست باجهزه عن الاحاديث المذكوره فى المراه عشان فيها هبل بالكووووووم
ومستنيه البوست بتاعك الجديد
وشكرا على دعوتك ليا هنا
واسفه على الاطاله
إرسال تعليق